الوحيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إلى الواقفين في الطابور

اذهب الى الأسفل

إلى الواقفين في الطابور Empty إلى الواقفين في الطابور

مُساهمة من طرف syrian_leader السبت 05 يوليو 2008, 15:49

إلى الواقفين في الطابور

--------------------------------------------------------------------------------


إلى الواقفين في الطابور
ثمة خيارات أخرى


بقلم: م/ وائل عادل

بينما أنا ذاهب لأشتري تذكرة ركوب مترو الأنفاق؛ إذ بي أفاجأ بطابور طويل، وكلما أتى فرد لشراء التذاكر ينظر مندهشاً لطوله ثم يقف تلقائياً فيه، بالرغم من وجود شباكين آخرين لشراء التذاكر لا يقف أمامهما أحد، كأن الجميع يقول في نفسه: "بالتأكيد لا تصرف تذاكر من هناك... إذا كانت تصرف لما كان كل هؤلاء مصطفين بهذه الطريقة في طابور واحد".
ذهبت إلى أحد الشبابيك الخاوية من البشر، فوجدت الموظف يبيعني التذكرة، فإذا بالسيل المنهمر يخرج من الطابور الطويل - لما رأى التذكرة في يدي - ليأتي على الشباك الذي وقفت عنده. فقد أدركوا أن البيع متاح في الشبابيك الأخرى.
ولعل الناس تحب الأماكن التي اكتشفت من قبل، وتحب أن تأنس بالكم البشري، على اعتبار استحالة أن تكون كل هذه الجموع على خطأ، وحتى إن كانوا مخطئين، فلا بأس من قبول وحدة المصير.
أما قادة التحولات فيتميزون بأنهم لا يقفون في ساحة مزدحمة، لأنهم لن يضيفوا عليها إلا أشخاصاً آخرين يأنسون بالزحام، لذلك نجدهم يبحثون عن الفرص الكامنة في الطرق غير المكتشفة، ويرون أن من سار خلف الناس لن يصل إلى أبعد مما وصل إليه الناس، فيأنسون بالوحدة، ويتصفون بالتفرد، وهم الذين يصنعون النقلات النوعية، خاصة عندما يحررون عقول الناس، ويقنعونهم أن هناك طرقاً أخرى يمكن السير فيها.
أيقنت أن الكثير من معطلات تقدمنا ليست إلا نتاج عقولنا، وأنماط تفكيرنا، ورغبتنا في الوقوف في الأماكن المزدحمة، والتهيب من اكتشاف السبل الجديدة.
إن المنطق يقول أنك إما أن تظل أسير تجارب الماضي، وتابعاً لمحاولة من سبقك، وتقف بدورك في طابور طويل، أو تجرب اكتشاف سبيل جديد ربما يقود إلى حلول، فإن أخفقت في اكتشاف السبيل، فالطابور موجود، وهو خيار قائم، وربما يصل الواقفون فيه إلى مبتغاهم ببطء، وإن نجحت ساهمت في إيجاد مسار جديد يسهل الحركة ويختصر الزمن.
إن المجتمعات التي تسعى للنهوض تبذل جهدها في تلمس الطرق، ويبدع قادتها في إيجاد البدائل، وهم المعنيون بأن يحلوا أزمة الحركة البطيئة في عصر السرعة، فتتسارع وتتوالى المبادرات التي ربما قادت إلى حل، فنرى مجتمعات حية تأنف الاستسلام وتعشق المحاولة، أما ما يدهش فعلاً في مجتمعات أخرى، مراقبة قادتها للطابور الطويل، بل وتنظيمه، ثم معاقبة من تسول له نفسه الخروج منه لاكتشاف المستقبل والبحث عن مخرج

syrian_leader
عضو فعال
عضو فعال

ذكر عدد الرسائل : 206
البلد : سوريا
رقم العضوية : 27
تاريخ التسجيل : 06/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى